الأحد، 3 فبراير 2013

اضطرابات الأعصاب المحيطة


اضطرابات الأعصاب المحيطة
الجهاز العصبي المحيطي هو الشبكة الممتدة من الأعصاب التي تتيح للمخ و النخاع الشوكي التواصل مع بقية الجسم ، و تحدث اضطرابات الأعصاب المحيطية ، و تسمى أيضاً الإعتلالات العصبية المحيطية ، عندما يصيب التلف واحداً أو أكثر من هذه الأعصاب ، و يوجد أكثر من مائة نوع من اضطرابات الأعصاب المحيطية ، لكل منها أعراض مختلفة .
الأسباب :
كما توجد أنواع كثيرة من اضطرابات الأعصاب المحيطية ، توجد كذلك أسباب كثيرة ، و مرض السكر هو السبب الأكثر شيوعاً للاعتلال العصبي المحيطي المزمن في البلاد المتقدمة ، بينما الجزام أعم الأسباب في بلاد العالم الثالث .
إصابات الحوادث ، و الجروح ، و الإجهاد المتكرر ، كلها يمكن أن تمزق الأعصاب المحيطية أو تضغط عليها أو تقطعها تماماً ، و متلازمة عليها أو تقطعها تماماً ، و متلازمة النفق الرسغي هي أشهر حالات الإجهاد المتكرر الذي يسبب الاعتلال العصبي .
يمكن أن تتلف الأمراض الجهازية الأعصاب بإعاقة انتفاع الجسم بالمواد الغذائية ، أو التخلص من الفضلات ، أو وظائف حيوية أخرى ، و مرض السكر واحد من أشهر أسباب اضطرابات الأعصاب المحيطة ، و يعاني 60 – 70 في المائة من مرضى السكر من تلف ما في الأعصاب ، و الأسباب الأخرى هي أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة و التهاب المفاصل الرثياني ، و أمراض الكلية ، و اضطرابات الغدة الدرقية ، و سرطانات متنوعة ، و الأورام الحميدة في الجهاز العصبي ، مثل الأورام العصبية ، يمكن أن تضغط على الأعصاب المحيطية ، مسببة تلفها .
العدوى التي تهاجم الأعصاب مباشرة ، مسببة اعتلالات عصبية محيطية حادة ، تشمل الحلأ النطاقي ، و فيروس إيبشتاين – بار ، و الحلأ البسيط ، و  فيروس نقص المناعة البشري ( الإيدز ) ، و مرض لايم ، و المراحل المتأخرة من الزهري ، يمكن أيضاً أن تسبب الاعتلال العصبي .
أمراض المناعة الذاتية تسبب الالتهاب ، الذي يمكن أن يتلف الألياف العصبية ، و أحد هذه الأمراض هو متلازمة جيان – باريه ، التي تحدث عادةً بعد ايام أو أسابيع من عدوى مثل الإنفلونزا أو الإسهال ، و في بعض الحالات ، قد يؤدي إليها الحمل ، أو جراحة صغرى ، أو في حالات  شديدة الندرة التحصين ، و يمكن أن تسبب خدراً و ضعفاً في الذراعين و الساقين قد يتطوران إلى الشلل .
نقص فيتامينات هـ ، ب 1 ( ثيامين ) ب 2 ( نياسين ) ، ب 6 ، ب 12 ، يمكن أن يحرم الأعصاب من مواد غذائية ضرورية ، و قد يسبب إدمان الكحول نقص الثيامين ، و التسمم من الجرعات الزائدة من الفيتامينات مثل ب 6 يمكن أيضاً أن يسبب الاعتلال العصبي .
المواد السامة ، مثل الرصاص و الزئبق و الزرنيخ ، يمكن أن تسبب تلف الأعصاب المحيطة .
الاستخدام الطويل لبعض العقاقير المضادة للسرطان ، و مضادات التشنج ، و مضادات الفيروسات ، يمكن أن يسبب تلف الأعصاب .
يمكن أن تسبب حالات وراثية معينة بعض اضطرابات الأعصاب المحيطة . و أشهرها مجموعة من الحالات تسمى مرض شاركو – ماري – توث . و يرث المصابون بهذا المرض طفرات في بعض الموروثات التي تشرف على تكوين العصبات ( الخلايا العصبية ) أو الملين ، و هو الطبقة الواقية من النسيج الشحمي حول العصبات ، و الذي يعجل نقل النبضات العصبية .
و في بعض الحالات لا يمكن التعرف على سبب للإضطرابات العصبية المحيطية ، و يطلق عليها الاعتلالات العصبية مجهولة السبب .
الوقاية :
خط الدفاع الأول لمرضى السكر هو إبقاء مستويات سكر الدم تحت السيطرة المحكمة ، و قد وجدت مجموعة أبحاث تجارب ضبط مرض السكر و مضاعفاته أن أولئك الذين حافظوا على مستويات منخفضة من سكر الدم قد قللوا خطراً تعرضهم للاعتلال العصبي في مرضى السكر الذين عانوا المرض لخمس و عشرين سنة أو تزيد ، و كذلك في الرجال .
و مشاكل القدمين هي أعم نتائج الاعتلال العصبي المحيطي في المصابين بمرض السكر لأن الأعصاب المتجهة للقدمين تعد بين أطول الأعصاب في الجسم ، و ضياع الإحساس في القدمين  قد يؤدي إلى الإصابة بجروح أو تقرحات تفشل في أن تلتئم و يمكن أن تصيبها عدوى ، و قد تنتشر هذه العدوى إلى العظم و قد تتطلب في بعض الحالات بتر للأطراف .
و يعتقد أن نحو نصف عمليات البتر بين مرضى السكر كان من الممكن تحاشيها بالرعاية الجيدة للقدمين التي تشمل المعاينة اليومية لأي جروح أو تقرحات .
قلل من خطر التعرض لمرض السكر بالرياضة المنتظمة ، و المحافظة على وزن طبيعي ، و تناول غذاء صحي متوازن ، حاذر من الإصابات أو الحوادث بوضع حزام الأمان عند ركوب السيارة ، و استخدام الخوذات عند ممارسة أنشطة مثل التزحلق و الهوكي و التزلج ، تجنب التعرض للكيماويات و المعادن السامة .
خذ احتياطات ضد مرض لايم باستخدام طاردات القراد عندما تكون خارج المنزل في مناطف تحدث فيها أمراض منقولة بالقراد ، و امتنع عن تناول الكحول ، و لا تدخن ، فالتدخين يقبض الأوعية الدموية التي تغذي الأعصاب المحيطية .
التشخيص :
يستطيع الطبيب تشخيص اضطرابات الأعصاب المحيطة بناءً على التاريخ الطبي و كذلك الأعراض و نمط حدوثها .
و اعتماداً على السبب ، قد تشمل الأعراض الخدر ، و الوخز ، و الإحساس بالشكشكة ، و الحساسية للمس ، و ضعف العضلات ، أو حتى الشلل .
اختبارات الدم :
يمكن تشخيص مرض السكر ، و ينقص الفيتامينات ، و مرض لايم ، باستخدام اختبارات الدم .
اختبارات التوصيل العصبي :
تقاس سرعة الاتصال الكهربائي بين الأعصاب باستخدام اختبار سرعة التوصيل العصبي .
تخطيط كهربية العضل :
يقاس النشاط الكهربي في العضلات بإدخال أقطاب كهربائية ذات إبر دقيقة إلى داخل العضلة . و يمكن أن يستخدم تخطيط كهربية العضل للتفريق بين اضطرابات العضلات و اضطرابات الأعصاب ، و قد يستخدم اختبارات أخرى للتحقق من قوة العضلات .
الخزعة :
للتوصل إلى تشخيص قاطع ، أحياناً يلزم أخذ خزعة صغيرة من العصب ، فيها تزال قطعة صغيرة من النسيج العصبي و تحلل في المختبر .
و خزع الجلد يمكن أن يكتشف تلف الأياف العصبية الأصغر ، و يجرى أحياناً بدلاً من خزع العصب لما له من آثار جاذبية أقل .
فحوص أخرى :
يمكن استخدام بزل قطني للكشف عن أية أجسام مضادة غريبة في السائل المخي الشوكي ، و قد يطلب الكثير من الأطباء كذلك فحوصاً إضافية ، تشمل الفحوص التصويرية مثل الأشعة المقطعية ، و التصوير بالرنين المغناطيسي .
مراقبة أعراض مرض السكر :
ينبغي فحص أقدام مرضى السكر مرة أخرى كل عام على القل من قبل أخصائي للبحث عن علامات الاعتلال العصبي المحيطي ، فالأعراض تبدأ عادةً في القدمين و الساقين قبل أن تنتقل إلى اليدين و الذراعين ، و كثيراً ما تكون أسوأ بالليل .
العلاجات :
يعتمد علاج اضطرابات الأعصاب المحيطية على سببها ، فإذا كان السبب مرضاً أساسياً ، مثل مرض لايم أو مرض السكر .
فأول خطوة هي السيطرة على ذلك المرض . و هدف العلاجات الأخرى تقليل الأعراض :
الأدوية :
للألم الخفيف ، قد يكفي مسكن مثل أيبوبروفين ، و للألم الشديد ، قد يلزم تخفيفه بالتخدير ، الذي يمكن أن يسبب تعوداً ، أو باستخدام حقن أو لصوقات موضعية بمخدر موضعي مثل ليدوكايين ، و يمكن للأدوية المضادة للصرع ، مثل فينايتوين و جابا بنتين ، أن تساعد في تخفيف الألم أيضاً .
مكملات مضادات الأكسدة :
أسيتيل – إل – كارنيتين ، بجرعات 1000 مجم ، خففت الألم و حفزت تجدد الألياف العصبية في المصابين لعتلال الأعصاب السكري ، وفق نتائج تجربتين طبيتين على مدار العام تم نشرهما في إحدى المجلات الطبية عام 2005 ، و قد تخفف المكملات كذلك الاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن العلاج الكيميائي و مكملات حمض ألف – ليبويك تقلل بشكل هائل الألم و الحرقان و الأعراض الأخرى .
زيت زهرة الربيع :
قد يخفف هذا الزيت العطري الاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن مرض السكر ، و لكن تلزم أبحاث أكثر لتأكيد فعاليته .

علاجات أمراض المناعة الذاتية :
فصاد البلازما ، أو تغير البلازما ، يفيد في تقصير أمد متلازمة جيان – باريه بإزالة الأجسام المضادة التي قد تساهم في عملية المناعة الذاتية الشاذة التي تسبب الاعتلال ، و في هذا العلاج ، يسحب الدم و يفصل مكونه السائل ( البلازما ) و يستبدل به بلازما جديدة مجمدة ، و العلاج بالجلوبيونلين المناعي ، حيث تحقن المواد في الوريد لكبح النشاط الشاذ للجهاز المناعي ، يعجل تماثل تغيير البلازما ، و الجمع  بين العلاجين لا يفوق استخدام واحد منهما فقط .
الرياضة :
قد يساعد نظام رياضي منتظم على تحسين قوة العضلات في المصابين باضطرابات الأعصاب المحيطية ، و تبدو تمارين المقاومة للعضلات المصابة فعالة بشكل خاص .
التنبيه الكهربي للعصب عبر الجلد :
هذا العلاج قد يقلل الألم من اعتلال الأعصاب المحيطية .
الجراحة :
قد يوصى بالجراحة في بعض الحالات لإزالة الأورام ، أو إرخاء أربطة و أوتار ، تضغط على الأعصاب أ و تعوقها .
الأجهزة الطبية :
دعامات اليد و القدم يمكن أن تثبت العضلات الضعيفة و تخفف الألم بتخفيف الضغط عن الأعصاب . و لأولئك الذين يعانون ألماً أو نقص الإحساس في القدمين يمكن أن تجعل الأحذية الطبية المشي أسهل و تساعد على منع تلف عصبي أكثر في القدمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق